ضحايا الثانوية العامة غسلوا همومهم في "كبارية"

ضحايا الثانوية العامة غسلوا همومهم في "كبارية"

حضرها: الساحر مصطفى عبد العال .

لم ينل فيلم من أفلام الموسم الصيفي تقدير وإشادة من الجمهور والنقاد كالذي ناله فيلم كباريه الذي يضم نخبة من نجوم السينما المصرية خالفوا كل التوقعات التي كانت تري أن الفيلم لن يختلف كثيراً عن أفلام المنتج أحمد السبكي السابقة وسيكون قائما علي التهريج والايفيهات خاصة أن تجارب كل من المؤلف أحمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز تسير في نفس الاتجاه. لكن الفيلم جاء مختلفاً واستطاع أن يجمع بين اعجاب الجمهور والنقاد. واعتبره البعض فيلم الموسم.
يوم الخميس الماضي كان الزحام شديداً أمام شباك تذاكر فيلم كباريه بإحدي دور العرض بوسط البلد. وكان أغلب جمهور الفيلم من الشباب الذين انتهوا مؤخرا من امتحانات الجامعة والثانوية العامة واختاروا كباريه ربما لأن أفيشه يضم عدداً كبيراً من النجوم ليغسلوا هموم التنسيق بمجرد دخول صالة السينما تأهب الجميع لبدء العرض ودخول عالم الكباريه ودار حوار هامس بين الفتيات المتواجدات بالصالة. ومنهن من تحدثت عن اعجابها بتريللر الفيلم الذي يعرض علي الفضائيات وانه كان السبب في دخولها الفيلم. وقالت احدي الفتيات أن الفيلم حقق ما يقرب من خمسة ملايين جنيه منذ بدء عرضه.
عند اظلام صالة العرض وبدء التيترات ساد الصمت بين الجميع. وانشغل الجمهور بمتابعة الفيلم الذي تدور احداثه داخل ملهي ليلي بشارع الهرم. ويتميز الفيلم بسرعة ايقاعه مما جعل الجمهور يلهث وراء الشخصيات التي يقدمها الفيلم. فمع المشاهد الأولي يستعرض الفيلم الشخصيات. وفي مقدمتها شخصية "علام" التي يجسدها أحمد بدير الذي يعمل جارسونا بالكباريه لكنه يري أن عمله بهذا المكان لا يتعارض مع أدائه للفرائض فهو يصلي بانتظام حتي داخل الكباريه. ومن شخصيات الفيلم أيضا ناهد التي تقدمها الفنانة جومانه مراد التي تضطرها ظروف الفقر للعمل بالكبارية لتوفر احتياجات والدتها المريضة. ويقدم الفنان فتحي عبدالوهاب شخصية شعلان الذي يقع فريسة لجماعة إرهابية متطرفة ومن خلاله يتشابك الصراع داخل الفيلم.
يخطف صلاح عبدالله الأبصار في دور فؤاد حامد صاحب الكبارية الذي يحكم قبضته حول كل من يعملون معه وخاصة خميس "ماجد الكدواني" شقيقه الاصغر الذي يتهم فؤاد بانه سرق نصيبه في الكباريه وجعله خادما لديه يعمل في تنظيف الحمامات. أما دنيا سمير غانم فتقدم واحداً من أجمل ادوارها وتتألق في دور "بوسي" الفتاة التي هربت من زوج أمها لتقع فريسة لشخص يغتصبها ولاتجد أمامها سوي الكباريه لتعمل به. خلال عرض الفيلم قال أحد الحاضرين أن هناك شخصيات بالفيلم تشبة شخصيات موجودة بالمجتمع مثل شخصية صلاح عبدالله التي تحرص علي الصلاة والصوم واداء العمرة وفي نفس الوقت يدير كباريه ترقص فيه النساء عاريات وتقدم فيه الخمور.
وينتهي الفيلم نهاية مأساوية حيث يفجر أحد الارهابيين المكان رغم اعتراض الارهابي فتحي عبدالوهاب لأن الحوار أفضل من القتل خاصة بعد أن قرر أحمد بدير ترك العمل بالكبارية بعد أن اقنعه بآن العمل في هذا المكان حرام.. ووسط تصاعد نيران التفجير يسقط كل من بالكبارية ولاينجو إلا أحمد بدير.. ويخرج الجمهور من السينما مؤكداً أن كباريه من أفضل أفلام صيف .2008